الحديقة الوطنية بيت ألفا

اماكن ومعالم للزيارة

بقايا الكنيس:
من الناحية المعمارية يشبه مبنى الكنيس مبنى الكنائس من الفترة البيزنطية في بلادنا. تم بناء الكنيس في القرن الخامس ميلادي, وشمل فناء (اتريوم), مجاز الكنيسة (نارتكس), صحن الكنيسة والممر الجانبي, وحَنية الكنيسة (المحراب) في نهاية الصحن. تختلف الكُنس عن الكنائس في اتجاه المحراب والفتحات. ففي الكنائس تكون الفتحات باتجاه الغرب والمحراب باتجاه الشرق, بينما الكُنُس مبنية على محور شمال-جنوب والمحراب باتجاه القدس.
الممرات الجانبية مرصوفة بفسيفساء أبيض ذا أنماط هندسية. صحن الكنيسة مرصوف بفسيفساء ملون يشكل ثلاث مسطحات, تصور مناظر مختلفة. السجادة الأولى تصور أسدًا وثورًا يقفان على جانبي نقوش كتابية. تنظر الحيوانات باتجاه الخارجين من الكنيس بينما الكتابة تتجه باتجاه الواردين.
في النقش الآرامي المكتوب (جزءه اليميني غير موجود), كُتب: ” أقيم هذا الفسيفساء في سنة حكم… الملك يوستينوس (جستين) برسوم بيع مائة صاع من الحنطة… التي تبرع بها سكان القرية”. يشير النقش إلى جهود القرويين في جمع الأموال اللازمة لإنشاء الفسيفساء. حيث قام كل واحد من أهل القرية بحسب إمكانياته بتخصيص مقدار ما من محصوله, ومن الأموال التي جُمعت تم دفع أجر فناني الفسيفساء, اللذين تم ذكر أسمائهم في النقش الثاني: ” مريانوس وحنينا ابنه قاما بالعمل”. زوج الفنانين هذا تم ذكره كذلك في النقش من كنيس في بيت “شان”, ولكونهما من المدينة كتبوا باللغة اليونانية.
من المثير أن إنشاء الفسيفساء مرتبط بسنوات حكم القيصر جستين الأول (518-527), بالإضافة إلى استعمالهم لرموز أخرى (مثل أسطورة الخلق, التقويم السلوقي, وتقويم خراب الهيكل).
تصور السجادة السفلية في صحن الكنيس قصة فريدة من نوعها, وهي قصة عقيدة إسحاق. تطور القصة يدور من اليسار إلى اليمين, يصور الفسيفساء غُلامين وحمار, كبش مربوط في النباتات, وإبراهيم يرفع إسحاق الصغير إلى المذبح. من فوقهم تظهر كف يد كتب بجانبها “لا تمُد يدك” – كلمة الله لإبراهيم. إبراهيم واسحاق يُذكَران في الفسيفساء بأسمائهم العبرية.
السجادة الوسطى محفوظة كما هي وتصور دائرة البروج. أسماء البُرج مكتوب بالعبرية. في وسط الدائرة تَجَسَد هيليوس (إله الشمس) يقود عربة السماء. دائرة البروج محاطة بإطار مُربع, وفي كل زاوية منه شخصية أنثوية تمثل أحد فصول السنة الأربعة. يبدو أنه بعد ثورة اليهود الكبرى (67-¬73 للميلاد) وثورة بار كوخبا (132-¬135 للميلاد) تعامل اليهود إلى حد ما مع الحُكم الروماني, انعكس ذلك في فن بناء الكُنُس.
السجادة العلوية تصور تابوت العهد وفوقه يوجد القوصرة وبداخلها محارة. على جانبي القوصرة توجد طيور وعلى جانبي تابوت العهد شمعدان سُباعي. كذلك نجد في السجادة – “شوفار” ومجرفة الموقد وثمرة الأُتروج سُعَف وأسدين.